معلومات عامة


نبذة عن هولندا

 تقع هولندا شمال غرب أوروبا، وهي أحد الدول الديموقراطية البرلمانية التي تَعيش في ظلّ النظام الملكيّ الدستوريّ، وتتخذ من أمستردام عاصمة لها، وتمتاز هولندا بكونها مُنخفضة ومُسطّحة، كما أنّها تتضمّن مساحات واسعة من القنوات والبحيرات والأنهار، إضافة إلى وجود مساحات واسعة من الأراضي المُستصلحة -وهي أراضٍ جرداء أصبحت زراعية-، والتي تَبلغ ما يُقارب 6500 كيلومتر مربع، أما عن موقعها الجغرافي فيحدّها من الشرق ألمانيا، ومن الجنوب بلجيكا، ومن الشمال والغرب بحر الشمال، وتقع على خط عرض 52° 23' شمالاً، وخط طول 4° 55' شرقاً.

 

 نبذة عن تاريخ هولندا

تمّ العثور على هولندا المنخفضة على يد يوليوس قيصر وكانت القبائل الجرمانية تسكنها في ذلك الوقت، وهي: النيرفي، والفريسي، والباتافي الواقعة على الحدود الرومانية التي لم تخضع لحكم روما حتى عام 13 قبل الميلاد، ليُصبحوا بعد ذلك حلفاء لروما، وخلال الفترة ما بين القرن الرابع والثامن سيطر الإفرنج على المنطقة، وأصبحت أحد أجزاء إمبراطورية شارلمان في القرنين الثامن والتاسع، وفيما بعد خضعت لحكم البورغندي وملكية الهابسبورغ، وقد خضعت للحكم الإسباني في القرن السادس عشر.

 أصبحت هولندا واحدةً من أعظم القوى البحرية والتجارية في أوروبا بحلول نهاية القرن السابع عشر، ويرجع ذلك إلى تأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية في عام 1602م، وبناءً على ذلك تحقّق استقلال هولندا بشكلٍ تامّ، وكان ذلك بعد حرب الثلاثين عامًا التي جَرَت خلال الفترة الزمنية بين 1618-1648م، وبعد ثورات وأحداثٍ عدّة اعترفت إسبانيا باستقلال هولندا عام 1648م، وقد تلا ذلك أحداث سياسيّة عدّة أسفرت عن دمج جميع مقاطعات هولندا وبلجيكا في مملكة واحدة، وكان ذلك في عام 1814م، وفي عام 1830م انفصلت بلجيكا عن هولندا، لتُشكّل مملكةً منفصلةً، وتمّ اتخاذ الليبرالية الدستورية كنظام حكم في هولندا في عام 1848م.

 

جغرافية هولندا

مناخ هولندا

 يُعد المناخ في هولندا مُعتدلاً، فقد يصِل متوسط درجات الحرارة في شهر تموز إلى 17 درجة مئوية، في حين يصِل في شهر كانون الثاني إلى درجتين مئويتين، علماً بأن الصقيع يسود البلاد لستين يوماً في السنة الواحدة، في حين يبلغ عدد الأيام الصافية في هولندا حوالي 25 يومًا فقط في السنة الواحدة، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ البلاد تشهد هطولاً للأمطار خلال جميع مواسم العام، حيث يبلغ متوسط ​​هطول الأمطار السنوي حوالي 790 ملليلتراً، وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة الرياح السائدة في هولندا غربية وجنوبية، وتلعب التلال الموجودة في جنوب البلاد دورًا في التقليل بشكلٍ كبير من سرعة الرياح القوية على طول الساحل.

 تضاريس هولندا 
تنقسم هولندا إلى ثلاثة أقسام طبوغرافية طبيعية؛ ألا وهي: الكثبان الرملية، والجزء الشرقيّ العلويّ من هولندا، إضافةً إلى الأراضي المنخفضة المُستصلحة، ويُشار إلى أنّ ما نسبته 27% من هولندا يقع تحت مستوى سطح البحر، ويقع تل فالسيربيرخ البالغ ارتفاعه 321 متراً فوق سطح البحر في أقصى جنوب هولندا، وهو أعلى نقطة فيها، في حين تقع أدنى نقطة في البلاد في شمال شرق روتردام، وتتمثّل بالمنطقة المعروفة بالبرينس ألكساندر التي تنخفض عن مستوى سطح البحر بمقدار يبلغ سبعة أمتار، وفيما يتعلّق بالسدود في هولندا فقد تمّ بناء مجموعة من السدود على طول نهر الراين ونهر الميز، وأيضاً على جزء من ساحل بحر الشمال، وعلى طول ساحل بحيرة آيسل، أو كما أطلق عليها سابقاً زاوديرزي.

 الحياة الطبيعية في هولندا

معظم أنواع النباتات البرية الموجودة في الأراضي الهولندية هي في الأصل من منطقة المحيط الأطلسي، ويُشار إلى أنّ تباين درجات الحرارة خلال فصل الشتاء والأملاح قد تسبّب بحدوث اختلافات طفيفة بين النباتات البرية، ونباتات الحدائق من منطقة الساحل إلى المناطق القارية، ويُعتبر كُلٍّ من: الرمل، والطين، والخث عوامل مهمة للتربة في مناطق النباتات الداخلية، وبالنسبة للحيوانات فقد تمّ العثور على الرخويات في أقصى الجنوب الغربي من هولندا، وكذلك في منطقة بحر وادن، وفيما يتعلّق بالطيور المُهاجرة فيُشار إلى أنّها تمر بأعدادٍ هائلة عبر هولندا، وتتعرّض بعض الكائنات البحرية لخطر الانقراض بسبب تلوث المياه في الأنهار، مثل جراد البحر النهري وكذلك أسماك النهر، وقد تمّ إنشاء العديد من المحميات الطبيعية من قِبل المنظمات الخاصة والحكومية، للحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض.

 

 ديموغرافية هولندا

التنوع العرقي في هولندا تُشكّل المجموعة العرقية الرئيسية في البلاد ما نسبته 79.3% وهم سكان هولندا الأصليين، كما تشمل هولندا أيضاً على مجموعاتٍ إثنية أخرى تمثل بعض الأقليات، مثل الأوروبيون، والذين يمثلون ما نسبته 5.7% من سكان هولندا، والأتراك بنسبة 2.4%، والأوروبيون الهنود يمثلون 2.3%، بينما يمثل المغاربة ما يُقارب 2.2%، والسوريناميون يمثلون 2.1%، وتصل نسبة الكاريبيين إلى 0.9%، والبولنديون بنسبة 0.6%، بينما يتساوى كلّ من الصينيين والعراقيين؛ بحيث تبلغ نسبة كلّ منهما حوالي 0.3%، هذا بالإضافة إلى مجموعات عرقية أُخرى في البلاد، حيث تبلغ نسبتهم مجتمعين ما يُقارب 3.9%.

عدد السكان في هولندا

 يَبلغ عدد السكان في هولندا ما يُقارب 17,119,750 نسمة وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن الأمم المتحدة الصّادرة في بدايات عام 2020م، وهي بذلك تحتلّ المرتبة 69 في قائمة الدول حسب عدد السكان، وعليه يُمكن القول بأنّ عدد السكان في هذه البلاد يبلغ ما نسبته 0.22% من إجمالي سكان العالم، بكثافة سكانية تصل إلى ما يُقارب 508 لكلّ كيلومتر مربع، ويُشار إلى أنّ ما نسبته 92.5% من سكان هولندا يقطنون المناطق الحضرية فيها ، ويَبلغ متوسط الأعمار في هذه البلاد حوالي 43.3 سنة.

 

 الديانة في هولندا

تعدّ الديانة الكاثوليكيّة الرومانيّة الديانة الرسمية في هولندا، ويقدّر عدد المنتمين إلى هذه الديانة 23.7%، في حين تبلغ نسبة من لا ينتمون لديانة محددة 50.1%، وتتبع النسبة المُتبقية العديد من الديانات المختلفة، فمثلاً تبلغ نسبة من يدينون بالإسلام 4.9%، والبروتستانت 15.5%، وتوجد أيضاً ديانات أُخرى بما فيها اليهودية، والهندوسية، والبوذية، والذين تُقدّر نسبتهم ما يُقارب 5.7%، وذلك تبعًا لإحصائيات نُشرِت عام 2015م.

 

 اللغة في هولندا

  تُعد اللغة الهولنديّة هي اللغة الرسميّة في هولندا، وفي كلّ من: بلجيكا، وسورينام، وجزيرة أروبا، وكوراساو، وسينت مارتن، إضافةً إلى وجود 23 مليون شخص حول العالم يتحدثون اللغة الهولندية كلغة أولى لهم، في حين يَتحدّث الهولندية باعتبارها لغة ثانية حوالي خمس ملايين شخص حول العالم، كما وتُعتبر هذه اللغة ثالث أكثر اللغات الجرمانية انتشاراً حول العالم.

 

 الحكومة في هولندا

تتبع هولندا في حكمها النظام البرلمانيّ، حيث يعدّ البرلمان المسؤول الأول عن الحكومة، والتي تضمّ كلاً من الرئيس، ورئيس الوزراء، والوزراء، بينما يضمّ البرلمان كلاً من مجلس الشيوخ، ومجلس النواب.

 التقسيمات الإدارية في هولندا

تنقسم هولندا إلى اثنتي عشرة منطقة إدارية، يطلق عليها اسم "المقاطعة"، وهي: درينته، وفليفولاند، وفرايزلاند، وخيلدرلاند، وجروننغن، وليمبورخ، وشمال هولندا، وشمال برابنت، وأوفرايسل، وأوترخت، وزيلند، وجنوب هولندا، وتخضع كُلّ منها لرئاسة حاكم عام يُطلق عليه مفوّض الملكة (الهولندية: Commissaris van de Koningin)، كما تنقسم الدولة إلى مناطق خاصة بالمياه والتي تخضع تحت حكم هيئات تعرف باسم مجالس المياه الهولندية (الهولندية: waterschap)، علماً بأن هذه الهيئة تعدّ أحد أقدم الجهات الديمقراطية في البلاد،

الوان العَلم في هولندا

يتَكون العَلم الوطني لدولة هولندا من ثلاثة ألوان فقط؛ وهي: الأحمر، والأبيض، والأزرق، ويُمثل شعار النّبالة لهذه الدولة أسداً يحمل السيف مع مجموعةٍ من السهام، بحيث يَرمز الأسد للسلطة والقوة، بينما تَرمز السهام لمحافظات الدولة، ويَرجع تاريخ عَلم هذه البلاد لحرب الثمانين عاماً المُمتدة من سنة 1568م إلى 1648م، ويُشار إلى أنّه حتى عام 1937م كانت ألوان العلم، هي: الأبيض، والأزرق، والبرتقاليّ، والذي تمّ استبداله بالأحمر خلال ذلك العام.

 

 اقتصاد هولندا

تُشكّل هولندا سادس أكبر اقتصاد في الاتّحاد الأوروبي، ففيها يَرتفع الفائض التجاريّ باستمرار، وتُعتبر علاقاتها الصناعية مستقرّةً، والبطالة فيها منخفضة، وتُعنَى هولندا بالعديد من الصّناعات، من بينها: تكرير البترول، ومعالجة الأغذية، وصناعة الكيماويات، والآلات الكهربائية المختلفة، ويجدر بالذكر أنّ قطاع الزّراعة في هولندا يُمثّل ثاني أكبر مصدر للزراعة حول العالم، حيث يدعم وضع البلاد بأكملها، كما يعمل به ما نسبته حوالي 2% من القوى العاملة،[١٣] في حين يَعتمد تُلثي اقتصاد هولندا على التجارة الخارجية فهي تحتل المرتبة السابعة حول العالم من حيثُ الصّادرات، ومن خلال الضرائب والرقابة فإنّ الحكومة تؤثر بشكلٍ رئيسي على اقتصاد البلاد، وبالنسبة لسياسة هولندا النقدية فإنّ البنك المركزي الأوروبي هو المسيطر عليها، وفي عام 2002م تمّ اعتماد عملة اليورو كعملة رسمية في البلاد.

 

 الثقافة في هولندا

 تُؤثّر روح الإنسانية التي تملّكت العديد من شخصيات القرن السادس عشر إلى الثامن عشر على ثقافة هولندا بشكلٍ كبير حتى يومنا الحاضر، مثل: الفيلسوف إراسموس، وهوغو غروتيوس، ويُعتبر المجتمع في هولندا أحد المجتمعات الملتزمة تجاه المساواة والتوصل إلى تفاهم وتسوية، مع تجنّب الصراعات بسبب التدين والتقدم العلمي المنتشر بشكلٍ واسع، كما تنتشر ثقافة الدّراجات في هذه البلاد بشكلٍ كبير، بسبب الطبيعة السهلية للأراضي العامّة للبلاد حيث يستخدمها السكان من جميع الأعمار للتجوال في كل مكانٍ في البلاد.

 

 السياحة في هولندا

استنادًا إلى الإحصائيّات فقد بلغ عدد زوّار هولندا ما يُقارب 17.6 مليون سائح ورجل أعمال في عام 2017م، وكان ذلك عدداً قياسياً، ومن المتوقع أن يَصِل هذا الرقم في حلول عام 2030م إلى 24.6 مليون سائح، واستنادًا إلى إحصائيّات عامّ 2017م فقد تمّ إنفاق ما يزيد عن 20 مليار يورو من قِبل سيّاح هولندا خلال فترات زيارتهم لهذه البلاد، وفي عام 2016م أنفق الزوار ما يُقارب 75.7 مليار يورو، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ القطاع السياحيّ يلعب دوراً مهماً في إشغال عدد كبير من العاملين فيه، حيث سُجّلت أعدادهم حوالي 641,000 شخص.

 ومن أهم المعالم السياحية في هولندا ما يلي:

 فان نيل فابريك: تمّ بناء هذا المصنع العصري من الزجاج والفولاذ، ما جعله يوصف بالقصر الزجاجي، وقد تمّ بناؤه بين عامي 1925-1931م في شمال غرب وسط المدينة.

 متحف ماورتشهاوس: يُقدم بصورة مباشرة الفن الهولندي والفلمنكي بطريقة جميلة ورائعة، كما يَقع هذا المتحف في قصر يَعود للقرن السابع عشر، وفي عام 1822م ضمّ مجموعة كبيرة من الصور الملكية.

 متحف ريكز: يُعدّ هذا المتحف من أفضل المتاحف الفنية على مُستوى العالم وليس على مُستوى هولندا فقط، حيث تُعرض العديد من الروائع الفنية في هذا المتحف؛ بما فيها أعمال العصر الذهبي، وأعمال العديد من الفنانين، مثل يوهانس فيرمير، وفان خوخ، ويصل عدد الأعمال الفنية الموجودة فيه إلى ثمانية آلاف عمل فنيّ.

 كنيسة سينت جانسكيرك: تُعد هذه الكنيسة أحد المعالم السياحية المُثيرة للإعجاب، فهي تتميز بنوافذها الزجاجية وحجمها الكبير، كما تعدّ أطول كنيسة في هولندا، وكانت تُعتبر في القرن السادس عشر أكبر مجمع للزجاج الملون حول العالم.

 منزل آن فرانك: هو متحف يَقع في هولندا وهو أحد المعالم السياحية المهمة في هذه البلاد، ويَستقبل العديد من السّياح حيثُ يَصل زواره لمليون زائر سنوياً.

 متحف فان خوخ: يَتضمّن هذا المتحف تعبيراً عن تفاصيل حياة فان خوخ وتطوّره من خلال أكبر مجموعة تتضمّن أعماله المألوفة وغير المألوفة.

 فوندل بارك: تُوجد هذه الحديقة في مقاطعة أمستردام، وكانت تُعتبر سابقاً حديقة خاصة بالأثرياء وذلك حتى عام 1953م، وفيما بعد أصبحت مكاناً سياحياً بإمكان الجميع الذهاب إليه، حيث تستقبل أكثر من اثني عشر مليون سائح بإمكانهم الاستمتاع بالعديد من المرافق الموجودة فيها، مثل: البِرَك، والمقاهي، وجسور المشاة، وممرات المشاة.

متحف زوديرزي: يَنقسم هذا المتحف لقسمين رئيسيين؛ فالقسم الأول يحتوي على أكثر من 130 مسكن، وهو قسم خارجيّ بينمّا يعدّ القسم الثاني داخلياً خُصص للزراعة، وصيد الأسماك، والشحن.

 مُنتزه هوج فيلوفي الوطني: يمكن القيام بالعديد من الأنشطة في هذا الموقع بكلّ سهولة؛ بما في ذلك ركوب الدراجات، والمشي لمسافات طويلة، والاستمتاع بالعروض التفاعلية المختلفة، والتي تُقام في مركز الحديقة.

 متحف كرولر مولريقع حول هذا المتحف العديد من الأشجار، كما يوجد عدد كبير من الرسامين الذين يَعملون به منذ عدّة قرون، ويُعد كرولر مولد ثاني أكبر متحف حول العالم